عدد الرسائل : 236 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 08/07/2008
موضوع: الحق واحد متجدد والباطل كثير متعدد الجمعة يوليو 25, 2008 7:15 pm
الحق واحد متجدد والباطل كثير متعدد
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين
أما بعد : فقد سأل أحد الأخوة عن الدليل على أن الأمة معصومة من أن تجتمع على خطأ، ويستحيل أن يمر على الأمة زمن قد جهلت الحق وعلمه آخرون بعد ذلك، وأن طائفة من الأمة على الحق باقية لم تضل إلى يوم القيامة .
وحبذا للخطباء أن يتناولوا مثل هذا الموضوع في خطبهم ، وبيان فضل الاتباع وتحذيرهم من شؤم الافتراق وعاقبته الوخيمة ، وحث المسلمين على الاعتصام بالهدي النبوي ، وأن يكون الانتساب للإسلام وحده ، والدعوة لله وحده ، وبيان أن الحق واحد مستمر متجدد ، وأن الباطل كثير متعدد .
فأقول مستعينا بالله أن يهدينا للحق ويوفقنا للعمل به :
قال الله تعالى ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور ِ) .
وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( افترقت اليهود على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار، وافترقت النصارى على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة ، قالوا ومن هي يا رسول الله ؟ قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله - وفي رواية - حتى قيام الساعة ) .
وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: ( خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم قال:"هذا سبيل الله" ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله. ثم قال:" هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه" ثم قرأ: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) .
نأخذ من الأحاديث السابقة :
1- أن الأمة ستفترق إلى فرق كثيرة وأن واحدة منها فقط على الحق.
2- أن هذه الفرقة المستثناة من افتراق أمته لها وصفان : الوصف الأول : في الدنيا وهي أنها ظاهرة ولا يضرها من خالفها وأنها على الحق منصورة .
الوصف الثاني : في الآخرة أنها ناجية من النار .
3- وهذه الطائفة بمجموعها معصومة لأن المعصوم صلى الله عليه وسلم أخبر بأنها لا تجتمع على ضلالة، ويستحيل أن يمر على الأمة زمان قد جهلت الحق ثم عرف آخرون بعد ذلك .
4- أن الحق واحد مستمر متجدد، والباطل كثير متعدد .
فالفرقة الناجية المنصورة واحدة، من بين تلك الفرق الثلاث والسبعين .
والسبيل الذي أمر الله أتباعه واحد، وحذر من السبل الأخرى .
والخط الذي خطه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو خط واحد، وهو سبيل الله، والخطوط الأخرى على كل منها شيطان يدعو إليه.
وقد وحد الله النور، وهو الحق، وعدد الظلمات، وهي الباطل .
فالواجب على المسلمين عامة، والدعاة خاصة، أن ينتسبوا إلى الإسلام فقط، ويخلصوا العمل لله عز وجل، سالكين بذلك سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وسنة خلفائه الراشدين .