المدير العام مدير الموقع
عدد الرسائل : 236 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 08/07/2008
| موضوع: محمد رسول الله الجمعة يوليو 25, 2008 6:46 pm | |
|
محمد رسول الله الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد .... - كنت نائما في يوم من الأيام , أفترش الأرض وألتحف السماء , وعندما كنت أغط في النوم , سمعت صوتا .... , نعم إنه مواء , فتحت عيني وإذ بقط واقف عند رأسي , في نفس الوقت الذي كان فيه مؤذن الفجر يقول : أشهد أن محمدا رسول الله , دخلت كلمات المؤذن في قلبي , وصرت أردد مع مواء القط : أشهد ان محمدا رسول الله , أشهد ان محمدا رسول الله , أشهد أن محمدا رسول الله ...... - معلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في عالم من الفوضى , بل هو يحتاج إلى نظام , هذا النظام يدير شؤون حياته صغيرها وكبيرها , وأنعم به من نظام إذا كان نظاما ربانيا والذي يتمثل في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - , هذا النظام الذي نتحدث عنه يدور في محورين لا ثالث لهما : إما حقوق لك تجاه غيرك , وإما واجبات عليك تجاه غيرك , وإن من أهم الواجبات التي لا بد للمسلم أن يؤديها : واجباته نحو رسول الهدى " محمد - صلى الله عليه وسلم - " , في وقت غفل فيه الكثيرون عن هذه الواجبات , حول واجبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحقيقة الشهادة له بأنه رسول الله , سيدور هذا المقال , بإذن الله - تبارك وتعالى - . أحبتي في الله : يجب علينا معرفة واجبات النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه رسولنا الذي لن ندخل الجنة , ولن ننجوا من النار إلا إذا التزمنا طريقه , ولأن معرفتنا لواجبات الرسول علينا مرحلة أولية من مراحل طاعته والاستفادة من هديه , قال الشاعر : من يدعي حب النبي ولم يفد **** من هديه فسفاهة وهراء , يلزمنا معرفة واجبات محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن ابن عباس يقول : والله ما خلق الله وما ذرأ نفسا , أكرم عليه من محمد , وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غير محمد , فقال تعالى :" لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " , يجب علينا معرفة واجبات النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الله : زكاه الله في كتابه الكريم وشرح له صدره , ورفع له ذكره , ووضع عنه وزره , وزكاه فى كل شىء : زكاه فى عقله فقال سبحانه : ( ما ضل صاحبكم وما غوى ) , زكاه فى صدقه فقال سبحانه : ( وما ينطق عن الهوى ) زكاه فى صدره فقال سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك ) , زكاه فى فؤاده فقال سبحانه : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) زكاه فى ذكره فقال سبحانه : ( ورفعنا لك ذكرك ) , زكاه فى طهره فقال سبحانه : ( ووضعنا عنك وزرك ) زكاه فى معلمه فقال سبحانه : ( علمه شديد القوى ) , زكاه فى حلمه فقال سبحانه : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) زكاه كله فقال سبحانه : ( و إنك لعلى خلق عظيم - أحبتي في الله : كثيرون هم الذين يتصفون بصفة الافتخار في هذا الزمن , هذا يفتخر بعائلته , وهذا بحزبه , وهذا بموهبته , وهذا بعلمه , وهذا بمنصبه , وهذا بانتمائه , وفي خضم هذه الزحمة , أنظر إلى هؤلاء جميعا , وأقول في نفسي : وأنا أفتخر بأنني من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - , كم أشعر بافتخاري بهذا الدين وأنا أقرأ قوله تعالى حكاية عن رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - :" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " , انظر إلى الاعتزاز والفخار في قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول :" وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " , بل ما أجمل قول الله تعالى عندما يقول :" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" وما أجمل قوله كذلك :"أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" , كل هذه الآيات تدل على شعور بالفخار لا لشيئ إلا لانتمائك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وللدين الذي أوحي إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - , وما أجمل قول الشاعر : ومما زادني شرفا وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا *** دخولي تحت قولك يا عبادي *** وان سيرت أحمد لي نبيا , قال سلمان الفارسي - رضي الله عنه - : أبي الإسلام لا أب لي سواه *** وإن أفتخروا بقيس او تميم , حقا : إنني أفتخر وأتشرف بأنني مسلم من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا " , وقال جل شأنه :" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير ".ُ - أحبتي في الله : وفي زمن يسب فيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وينتقص فيه من قدره , مع هذ السكوت المطبق من حكومات الطواغيت , الذين لو كان السب والاستهزاء في حقهم لفعلوا الأفاعيل التي لا تخطر على بال , في هذا الوقت نقول : بأن الأمة أجمعت على أن من سب محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد كفر بما انزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - ووجب قتله بعد التثبت من فعلته , حتى ولو تاب فإن توبته تنفعه عند ربه أما في الدنيا فإن الحد لا بد أن يقع , فإن كان ذميا , بطل عقد الذمة بين الدولة الإسلامية وبينه وقتل , وإن كان كافرا جيشت الجيوش المسلمة , انتصارا لجناب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى مشيرا إلى كفر من انتقص قدر محمد - صلى الله عليه وسلم - : " يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ *** وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *** لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ " , اما الدليل على وجوب قتل المسلم الذي تلبس بسبه - صلى الله عليه وسلم - فقد أخرج أبو داوود في سننه وصححه الألباني من حديث ابن عباس قال :" أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر قال فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المغول فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا اشهدوا أن دمها هدر", أما الدليل على وجوب تجييش الجيوش نصرة لرسول الله , فنجد ذلك في قوله تعالى :" وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ" , وهل هناك طعن في الدين أعظم من سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشتمه , حقا لقد صدق الشيخ أسامة يوم قال : لتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى : " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" , قال الله ذلك في سياق التقريع والتوبيخ لكل من ترك نصرته - صلى الله عليه وسلم - , فكيف تطيب النفس بعد ذلك بترك نصرته والتقاعس عنها , اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك , اللهم آميين أحبتي في الله : وهنا مسألة لا بد أن نتنبه إليها , ألا وهي : إن من آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأي نوع من انواع الإيذاء , فإن له عقوبة ثنائية , عقوبة في الدنيا , ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون , يدل على هذا الفهم , قول الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا " , إذن فكل من يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مطرود من رحمة الله في الدنيا , مطرود من رحمة الله في الآخرة , بالإضافة إلى العذاب الذي سماه الله مهينا , قال الله تعالى : " إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ" , والمقصود بالآية : يقول الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم - : إن الذي يبغضك هو المقطوع عن الخير , إذن فليصحوا ولينتبهوا على أنفسهم أولئك الذي يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك بالانحراف عن المنهج الذي جاء به من عند ربه , وكلما ابتعد الإنسان عن منهج الله أكثر , كلما كان إيذاؤه للرسول أكبر , ياويلاه على الذين تركوا تحكيم الشريعة , يا ويلاه على اهل البدع , يا ويلاه على من جعل الدين ألعوبة , يستخدمه لتحقيق مصالحه ومآربه , يا ويلاه على من يوجه الدين بما يتوافق مع هواه ونفسه الأمارة بالسوء , بدلا من أن يكون الدين هو الموجه له , يا ويلاه على من والى ونصر وأحب ومدح من يسب اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل متاع دنيوي زائل , لكل هؤلاء نقول : إنكم تؤذون رسول الله , وإن لم تتوبوا فالعقوبة ستلحقكم في الدنيا قبل الآخرة , وإذا كانت هذه هي العقوبة لمن يؤذيه , لابد أن يكون هناك مثوبة لمن يطيعه ويأيده ويدنيه , وفي ثواب توقيره وتبجيله وتعزيره - صلى الله عليه وسلم - , يقول الله تعالى :" فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " , والإيمان به يعني : أن تؤمن إيمانا يقينيا بأنه - صلى الله عليه وسلم - نبي ورسول من عند الله , وهذا الإيمان له لازم , ولازمه ان تطيع هذا الرسول ولا تعصيه , لا في كبيرة ولا في صغيرة , وتعزيره - صلى الله عليه وسلم - إنما يقصد به : نصره , وتأييده وحمايته , من كل ما يؤذيه , وتوقيره - صلى الله عليه وسلم - إنما يقصد به : إجلاله وتوقيره وتقديره وتشريفه , والجزاء على ذلك كله هو الفلاح , فماذا يقصد بالفلاح ؟ الفلاح هو أن تحصل على مطلوبك في الدارين , وان تنجوا مما تخاف منه وتخشاه في الدارين كذلك , قال الله تعالى : " لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " . - أحبتي في الله : بعدما تحدثنا عن واجب نصرته - صلى الله عليه وسلم - فقد يتساءل احدكم : كيف ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ...... والجواب : إن نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نصرة حقيقية تكون : باتباعه في كل صغيرة وكبيرة , بالاقتداء والتاسي به على قدر الاستطاعة , قال الله تعالى :" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " دعوني ما تركتكم ، إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " , وإن شهادتنا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - لا تتحقق إلا بالإيمان به " اعتقادا وقولا وعملا " , وتصديقه فيما أخبر , وطاعته فيا امر , والانتهاء عا نهى عنه وزجر , وأن يعظم امره ونهيه - صلى الله عليه وسلم - ولا يقدم على قوله قول كائن من كان , وإن محبة أحدنا لربه - إن كان يحبه - لا تكون محبة حقيقية إلا إذا اتبعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى قدر حبنا لله تعالى يكون اتباعنا لرسوله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى :" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " . - كثيرون هم الذين يشهدون ان محمدا رسول الله , وكثيرون هم الذين يناقضون ويخالفون هذه الشهادة , وإلا فكيف أجازوا لأنفسهم تنحية الشريعة التي جاء بها من عند ربه , وتحكيم القوانين الوضعية البشرية التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان , قال الله تعالى :" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " وقال جل شأنه :" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" , وقال سبحانه :"فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " وقال جل جلاله :" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " ........ وغير ذلك من الآيات الكثير , كم هم كثيرون أوئك الذين يرفضون دخول الجنة , وهل يرفض احد دخول الجنة ؟!!! , استمع معي لهذا الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة : أن رسول الله قال : ": ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) . قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال: ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) , وبناء على ما سبق : فإنني أعلن كفري بكل المنظمات التي تشارك الله في حاكميته , واتبرأ من العصاة كل على حسب معصيته ومخالفته , وأعتقد أن تقديم قول احد على قول رسول الله , أو رفع قول احد على قول رسول الله كفر بواح مخرج من الملة , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " , وقال المولى - جل شأنه - في موضع آخر : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" , ومن المعلوم بالضرورة أن العمل لا يحبط إلا إذا كان الذنب كفرا , نسأل الله السلامة في الدين والدنيا والآخرة -أحبتي في الله : ومن واجباتنا نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحبه , ذلكم الحب الذي من لوازمه أن نطيعه , بل أن نقدم طاعته على طاعة غيره , مع العلم ان طاعته من طاعة الله - تبارك وتعالى - قال الله تعالى :" مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " , وإن من يقدم طاعة أحد على طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد أحبه اكثر من الرسول - صلى الله عليه وسلم - , وهذا ما لا يجوز لمؤمن ان يقع فيه , أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " , بالأضافة للعقوبة الربانية لمن قدم محبة احد على محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" , وإن المسلم لا يستطيع أن يذوق حلاوة الإيمان إلا يوم يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - حقا وصدقا , أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار". باقي الموضوع في المشاركة التالية
عدل سابقا من قبل المدير العام في الجمعة يوليو 25, 2008 6:48 pm عدل 1 مرات | |
|
المدير العام مدير الموقع
عدد الرسائل : 236 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 08/07/2008
| موضوع: محمد رسول الله الجمعة يوليو 25, 2008 6:48 pm | |
| أحبتي في الله : إن ربنا - جل جلاله يقول : " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " , وعند الطبراني في الأوسط والحديث صحيح لغيره من حديث علي : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - , ويا هنيئا لمن أكثر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد جاء عند أبي داوود وصححه الألباني من حديث أبي هريرة :إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال :" من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر" , وعند الترمذي والحديث حسن لغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة" وعند الترمذي كذلك وقال حسن صحيح عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه قال أبي قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي فقال ما شئت قال قلت الربع قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال قلت فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك "
- إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول | |
|