المدير العام مدير الموقع
عدد الرسائل : 236 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 08/07/2008
| موضوع: معا لنصرة الحبيب الجمعة يوليو 25, 2008 6:39 pm | |
|
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وكرمه ورحمته يقبل اليسير من العمل ويغفر الكثير من الزلات، والصلاة والسلام على من اكتملت برسالته الرسالات، وختمت بنبوته النبوات سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد... اخوتي في الله ..... سعيا منا لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قررنا وضع هذا الموضوع والحث من خلاله على احياء سنن قد نسيناها وتجهلناها . فإنأحق ما اعتنى به المسلم العمل على اقتفاء آثار النبي صلى الله عليه وسلموتجسيدها في حياته مااستطاع إلى ذلك سبيلاً ، وذلك لأن الغاية التي يسعىالمسلم لأجلها إنما هي تحصيل الهداية التي توصله إلى دار السعادة وقد قالالله عزوجل : وإن تطيعوه تهتدوا وقال تعالى : واتبعوه لعلكم تهتدون وقال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وهذه الآية أصل كبير في التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم بأقوالهوأفعاله وجميع أحواله وحركاته وسكناته ، وهذه الأسوة إنما يسلكها ويوفقإليها من كان يرجوا الله واليوم الآخر ، فإن مامعه من الإيمان وخوف اللهورجاء ثوابه وخوف عقابه يحثه على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم. وشرف المؤمن ومنزلته إنما تقاس باتباعه فكلما كان تحريه للسنة أكثر كانبالدرجات العلى أحق وأولى ، ولذا كان السلف السابقون من التابعين رحمةالله تعالى عليهم يجعلون معيار الذي يؤخذ عنه العلم تمسكه بالسنة ، كما قال إبراهيم النخعي : (( كانوا إذا أتو الرجل ليأخذوا عنه العلم نظروا إلى أشياء، نظروا إلى صلاته نظروا إلى سننه وإلى هيئته ثم يأخذون عنه )) ويقول أحد العلماء (( إن من علامات المحب لله عزوجل متابعة حبيب الله صلىالله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه وهذا حق مأخوذ من كتابالله سبحانه وتعالى فيقول الله عزوجل : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وقال الحسن البصري أو غيره في هذه الآية : (( جعل الله علامة حبهم إياه إتباعهم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم )) الترغيب في العمل بالسنة
ولقد توافرت النصوص من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين على الترغيب في العمل بالسنة والحث على التمسك بها ، ومن أشهر الأحاديث حديث العرباض بن سارية أنه قال (( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا : يارسول الله إن هذه موعظة مودع فأوصنا، قال : تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لايزول عنها إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( فعليكم بسنتي )) أي طريقتي التي أنا عليها مما فصلته لكم من الأحكام سواء كان اعتقادية أو عملية ، واجبة أو مندوبة ، وأما تخصيص الأصوليين للسنة بأنها المطلوب طلباًغير جازم ، هذا اصطلاح طارىْء، إنما قصدوا به التمييز بينها وبين الفرض أو الواجب ، فالسنة بلفظ الشارع إذا أطلقت يراد بها الطريقة الشرعية التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته وأخلاقه وحركاته وسكناته يقول عروة ابن الزبير ( السنن السنن - أي الزموا السنن السنن - فإن السنن قوام الدين ))
وكان ابن عمر رضي الله عنه يتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره وحاله ويهتم به حتى كان خيف على عقله من أهتمامه بذلك (( أخرجه أبو نعيم وغيره ))
ويقول الزهري (( كان من مضى من علمائنا يقولون : الإعتصام بالسنة نجاة ))
وللاهتمام بالسنة فوائد كثيرة لا تحصى
وتامل يا رعاك الله «.•°°·..•°°·..•°» ..:: فوائد العمل بالسنة ::.. 1- محبة الله لعبده المؤمن كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري وفيه "..وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعهالذي يسمع به ....... الخ ". 2- أنالمحافظة على النوافل تجبر كسر الفرائض لما رواه أبو هريرةرضي الله عنه قال :إنأول ما يحاسب به الإنسان يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته ـوهو أعلم ـ انظروا في صلاة عبدي أتمها أم أنقصها ؟ فإنكانت تامة كتبت له تامة وإن كانانتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع ؟فإن كان له تطوع قال : أتموالعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال علىذاكم . 3-أن المتمسك بالسنة فضل كبير ويزداد فضله رفعة كلما كان فيزمن إعراض عن السنةوإيذاء لمن تمسك بها وقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم :"..... فإن منورائكم أياماً الصبرفيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملونمثلعملكم". وقال عبدالله بن المبارك :"وزادني غير عتبة: قيل يا رسول الله أجرخمسين منا أو منهم قال : بل أجرخمسين منكم " قال الترمذي حديث حسن غريب. 4- إنللعامل بالسنة مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً وفي ذلك الحديثفي مسلم وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء .... قال النووي في شرح مسلم على قوله " من سن " فيه الحث على الابتداء بالخيرات . (1) . ================================== (1) الاهتمام بالسنة النبوية والحرص على العمل بها والدعوة إلى ذلكللشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم - | |
|